أضيف في 13 مارس 2017 الساعة 23:07
الطريق لتوبة نصوح صادقة وتغيير ما بالنفس
 |
صوتكم
الطريق لتوبة نصوح صادقة وتغيير ما بالنفس : إن استئصال جرثومة الشر من نفسك يتم عن طريق مجاهدة النفس،والتخلص من أسر الشيطان ،والتوبة إلى الله ،والاصطلاح مع الله،والإقبال على الطاعات والاستماع للقران الكريم ، وقراءته ،وعن طريق كثرة الاستغفار من الذنوب والمعاصي ،والابتعاد عن كل ما يصرف القلب واللسان عن الاشتغال عن ذكر الله وشكره وحسن عبادته ،إن تطويع النفس لتكون عابدة لله ، مستجيبة لأوامره يحصل عندما تكون سيد نفسك ، وتضبط سلوكاتك وتصرفاتك لتكون موافقة للشرع –القران والسنة -. لن تتطهر نفسك من العلائق ،والذنوب ، وكل الأمراض المعنوية إلا بالإقبال على الطاعات ،وتتحرر من استعباد الشهوات ، وكل ما يقعدك إلى الأرض ويحول بينك وبين السير الحثيث إلى الله ،لن يصل المسلم إلى بر الأمان إلا بالقطع النهائي مع المعاصي والتوبة منها ، واجتناب التسويف للأعمال الصالحة ،والابتعاد عن الغفلة ،والعمل على التيقظ لمكائد الشيطان ، وتبصر معالم طريق الله ،وملء أوقات الفراغ بالمفيد من الأعمال ، والتردد على مجالس العلم ، والابتعاد عن رفقاء السوء ، ومجالسة الصالحين والأخيار وطلب نصحهم . لن تنتصر على نفسك ،وتجعلها عابدة لله إلا بصدق التوجه إلى الله ،وبطول القيام بين يديه ،وبكثرة السجود والركوع ، متحريا الإخلاص في كل أعمالك ،ومراقبة الله في السر والعلن ،الطريق الحقيقية لإرجاع قيادة حواسك إلى قلبك تكون بالتضرع إلى الله أن يعينك ، ويغيثك وتسأله ببعض الأعمال الصالحة الماضية المخبوءة ،لا يرتاح المؤمن بالله حتى يجتاح الإيمان بالله جوانحه وكل كيانه ، فيعيد حينذاك ترتيب أولوياته ، ويلملم جراحه ،ويقوي اليقين في وعد الله ، ويتجنب الفواحش ،والموبقات ما ظهر منها وما بطن ،ويبتعد عن الأماكن التي تذكره بذنوبه في سالف الأزمان ،ويصاحب ذوي الهمم العالية ويسابقهم إلى الله ، ويتعلم منهم . عندما يغير المسلم ما بنفسه بتوفيق من الله يغير الله حاله إلى الأفضل ويجعله معافى من ثقل المعصية بعد استغفاره وتوبته منها ،وعندما يسعى جاهدا لإصلاح قلبه والناس من حوله ،يصلح الله سبحانه ما بينه وبين الناس ، ويسلك به مسالك الرضا ، ويوفقه لأعمال صالحة خالصة يقربه عن طريقها إليه ، ويبصره بمعالم الطريق ، ويكون بمعيته ، والملائكة تؤيده،ولا تتوانى عن نصرته لأنه اعتصم بالله وبدينه ،والماء إذا جرى في نهر معين بإمكانه الجريان فيه مرة أخرى،والطريق لتقوية علم التوحيد في القلب ، هو التفكر والتأمل وشكر الله على نعمه الكثيرة ،والبحث عن الوسائل المفيدة للحياة السعيدة ، والاتصاف بأخلاق العفة ، والحياء ، والأمانة ، والصدق ، والإخلاص ، وحسن الجوار ،وبر الوالدين ، والغض من البصر،إلانة الكلام للآخرين ، وكظم الغيظ ، وزرع تقوى الله في القلب ، ودوام مراقبته وحسن الخلق وإتقان الأعمال ،وتضحية وبذل و إنفاق ، وتوسط واعتدال ، والابتعاد عما يخدش الحياء والمروءة ، من عجب ، ورياء ، ونفاق ،وكبر ،وظلم ، وكذب ، وغش ، وربا ، وزنا ، إطلاق البصر فيما حرم الله ،وهجر للقران ، وتضييع للأوقات ،وسوء الخلق ،وكسل ، وخمول ، وهم ، وحزن .. الطريق إلى تعميق علم التوحيد في القلب ،هو التفكر في الكون المنظور وقراءة القران الكريم إذ الكون قران صامت والقران كون ناطق وهناك توافق بينهما ،وأغلب الآيات القرآنية والأحاديث النبوية تدعو إلى توحيد الله ،وتعظيمه وإجلاله بالقلب والجوارح ،خشية الله في قلب المسلم هي التي تعصمه من التمادي في السيئات ،وتغير له مسار حياته ، فيسلك طريق الاستقامة والرشاد ، والهدى عن طواعية وحب ، ورغبة فيما عند الله ، وخوفا من عقاب الله . لن تعود للمسلم مصداقيته عند الله ثم عند الناس حتى يعبد الله حقيقة وعن علم ،ولا يتلكأ في تطبيق أوامر الله وينتهي عن النواهي ،ويجفف ينابيع المعصية من حياته ، ويعيش حياته خائفا من الله مجلا له في قلبه وجوارحه ، ذؤوبا في عمل الصالحات ، وجمع الحسنات ،والمتاجرة مع الله ،والسعي للتمكين لدين الله في المجتمع المعاصر على أعلى مستوى و أنبل غاية .. قال تعالى : ** إن تنصروا الله ينصركم ويثبت أقدامكم ** والطريق إلى النصر تكمن في قطع المسافات بينك وبين الله والتغلب على أهوائك وشهواتك والانتصار على نفسك ومجاهدتها ، وتزكيتها ،ويكون ذلك بتنمية الخير فيها ،والابتعاد عن المثبطين والكسالى ، والخاملين والراضين بالدون ،لسلوك طريق الله بتبصر يجب غرس الأصول النفسية في القلب والنفس كالقوى ، والتوكل على الله والرغبة والرهبة ، وخشية الله ، وإتقان العبادة ،والصلاة كمودع حتى تولد من جديد فيقوى عزمك و إرادتك ،وتنار طريقك إلى الله بدراسة سير الأنبياء والصحابة ،والسلف الصالح والعلماء الربانيين المخلصين على مر التاريخ .. كتابة : مومني عزيز بخريبكة في 14-3-2017
|
|
|