نخبر زوارنا الأفاضل أن الموقع متوقف عن التحديث حاليا في

انتظار استكمال الاجراءات القانونية والادارية المتعلقة

بالملاءمة مع قانون الصحافة الجديد ( قانون 88.13)


أضيف في 21 ماي 2017 الساعة 22:00


من صفات المسؤول الناجح في الدولة المسلمة


صوتكم

يقول ابن خلدون : ** العدل أساس الملك ** والسياسة الشرعية في الدولة الإسلامية الحقيقية تقوم على التناصح بين الراعي والرعية ، والاحتكام للشرع – القران والسنة - ،والتعاون ، والصراحة ، والحرص على تولية المحبوبين من المسؤولين على الناس الذين من صفاتهم العطاء اللامحدود ، وتفضيل المصلحة العامة على المصالح الخاصة ، والكفاءة ، وتدبير المرافق من طرف المشرفين عليها باقتدار، وحنكة وتبصر ورحمة ، والحفاظ على المكتسبات من صفات القادة المحنكين ، وخلق أجواء المحبة والود ، والصفاء والتضامن، والتكافل وإكبار شأن جميع الناس من شيم الكبار ، مع ضرورة حث كل المسؤولين على قضاء مصالحهم ، وعدم سد مكاتبهم دونهم ، ونصرة ضعفائهم ، والاقتصاص من ناهبي المال العام عن طريق القانون والمحاكم ، وإشباع البطون الجائعة ، وإرجاع الطمأنينة إلى القلوب الخائفة والمنزعجة ..ضروري أن يكون الحزم مع غير الجادين ، والذين بسبب سوء فعالهم ونشرهم المستمر لكل أشكال الرذيلة ، يضلون العباد ، ويزينون المعاصي والكبائر ، والبعد عن الله خاصة للشباب ، إن من صفات المسؤول الناجح السهر للتخطيط الجاد لإدخال الفرحة ، والسرور على قلوب من هم تحت مسؤوليته ، وسيسأل عن تفريطه إن ضيع الأمانة ، من متطلبات المسؤولية المروءة ، واليقظة ، والتفاعل ألاستباقي مع الأحداث ، وتوطيد العلاقات مع أبناء وطنه ، وحسن رعايتهم ، وقضاء مصالحهم ، وحل مشاكلهم ، ومنع الظلم عنهم ، والحرص على أن يذيقهم من السعادة التي يشعر بها أثناء فرحه ، ولا يجب أن يحتجب عنهم تحت أي ظرف ، ويكون الصدق والإخلاص، والوفاء والعدل أساس التعامل معهم ، ويعاملهم على نفس المسافة ، بدون تقريب المتزلفين والمتلونين على حساب المخلصين ، والجادين و النزهاء ، المسؤول الحق في الدولة الإسلامية يجب أن يكون رباني الغاية والوجهة ، صبورا على من هم تحت سلطته ، ناصحا لرؤسائه ، محافظا على مبادئه التي يستقيها من دينه ، وإسلامه ، وشريعة ربه ، لا يتوانى في خدمة وطنه ، وقضايا أمته ، المسؤول الحق لا يقبل الهدية تورعا ولو كانت يسيرة ، وينصف المظلوم لأن الله سائله عن عدله لا محالة ، ووسعه في توسيع دائرة الصلاح والإصلاح والفضيلة والقيم التربوية والأخلاق الإسلامية في المكان الذي يسيره ، الناس تتطلع إلى رؤية من يرفق بهم ، ويعاملهم باهتمام وإكبار ، ويسمع منهم لا عنهم من أي كان ، سنصلح جميعا إذا انتصرنا على أنفسنا وحكمنا شرع الله بيننا ، ونشرنا ثقافة التسامح والتعايش في مجتمعاتنا ، وعفونا عن بعضنا ، واتهمنا أنفسنا واتصلنا بالله حقيقة حتى نسعد ، و أيقنا أن الله سبحانه هو المتحكم في الرقاب ولن تفعل أي شيء إلا تحت مشيئته ، وسينصرنا الله سبحانه يوم نولي وجوهنا صوب دينه ، وكتابه ، وسنة نبيه ، وقلنا الحق ولو على أنفسنا ونصحنا الآخرين بصدق وأدب بدون خوف إلا منه سبحانه ، وصدق الخليفة الراشد عمر رضي الله عنه الذي يقول عن النصيحة : ** لا خير فيكم إن لم تقولوها ولا خير فينا إن لم نسمعها **
خلاصة القول أن من إقامة الدين في المجتمع النصح لكل مسلم ، ونشر الود بين الناس ، والدفاع عن قيم العفة ، والعدل ، والرحمة ، والسخاء ، والجود ، وتوحيد الكلمة ، والتعاون بين جميع أفراد المجتمع المسلم على التعاون ، والتكافل والتضامن، والرعاية للفقراء والمعوزين وسد خصاصهم ، ومداواة مريضهم ، وتفقد غائبهم ، وتكريم مبدعيهم وعلمائهم وتقديمهم وإعطائهم فرص للتواصل مع الناس ، وتوضيح جمالية الدين لهم ، والشفقة على مبتلاهم ، و أخيرا فإنه لو قام كل مسؤول في دولة الإسلام بواجباته على أعلى مستوى ، وتعفف عن المال العام ، وتورع عن الشبهات ، واقتصر على راتبه الحلال وتصدق منه ، وسهر على شؤون الناس بهمة عالية ، وقرب المخلصين ، والشرفاء ، والأحرار الى مجلسه ، و أبعد المتزلفين ، وكل حاقد على الخير و أهله ، والفضيلة والقيم لحلت كل المشاكل ولنعم الجميع بالأمن والاستقرار والمحبة المتبادلة على الدوام .بقلم : عزيز مومني  بخريبكة في 21/5/2017 .





أضف تعليقك على المقال
*المرجو ملئ جميع الخانات و الحقول الإلزامية المشار إليها بـ

* الإسم
* عنوان التعليق
* الدولة
* التعليق




أقرأ أيضا
أخوة الإيمان.. آدابها والحاجة إليها
إياك والغش
قوة المؤمن
طهارة اللسان من صفات المؤمنين
الأثر النفسي لقراءة سورة الفاتحة
ثمرات الصدق ومظاهره
من أطاعني دخل الجنة
اسرار الاحسان الى الوالدين ...............
فضل العبادة في زمن الفتن
موعظة مبكية للشنقيطي _ واتقوا يوما ترجعون فيه إلى الله-