أضيف في 21 ماي 2017 الساعة 22:00
من صفات المسؤول الناجح في الدولة المسلمة
 |
صوتكم
يقول ابن خلدون : ** العدل أساس الملك ** والسياسة الشرعية في الدولة الإسلامية الحقيقية تقوم على التناصح بين الراعي والرعية ، والاحتكام للشرع – القران والسنة - ،والتعاون ، والصراحة ، والحرص على تولية المحبوبين من المسؤولين على الناس الذين من صفاتهم العطاء اللامحدود ، وتفضيل المصلحة العامة على المصالح الخاصة ، والكفاءة ، وتدبير المرافق من طرف المشرفين عليها باقتدار، وحنكة وتبصر ورحمة ، والحفاظ على المكتسبات من صفات القادة المحنكين ، وخلق أجواء المحبة والود ، والصفاء والتضامن، والتكافل وإكبار شأن جميع الناس من شيم الكبار ، مع ضرورة حث كل المسؤولين على قضاء مصالحهم ، وعدم سد مكاتبهم دونهم ، ونصرة ضعفائهم ، والاقتصاص من ناهبي المال العام عن طريق القانون والمحاكم ، وإشباع البطون الجائعة ، وإرجاع الطمأنينة إلى القلوب الخائفة والمنزعجة ..ضروري أن يكون الحزم مع غير الجادين ، والذين بسبب سوء فعالهم ونشرهم المستمر لكل أشكال الرذيلة ، يضلون العباد ، ويزينون المعاصي والكبائر ، والبعد عن الله خاصة للشباب ، إن من صفات المسؤول الناجح السهر للتخطيط الجاد لإدخال الفرحة ، والسرور على قلوب من هم تحت مسؤوليته ، وسيسأل عن تفريطه إن ضيع الأمانة ، من متطلبات المسؤولية المروءة ، واليقظة ، والتفاعل ألاستباقي مع الأحداث ، وتوطيد العلاقات مع أبناء وطنه ، وحسن رعايتهم ، وقضاء مصالحهم ، وحل مشاكلهم ، ومنع الظلم عنهم ، والحرص على أن يذيقهم من السعادة التي يشعر بها أثناء فرحه ، ولا يجب أن يحتجب عنهم تحت أي ظرف ، ويكون الصدق والإخلاص، والوفاء والعدل أساس التعامل معهم ، ويعاملهم على نفس المسافة ، بدون تقريب المتزلفين والمتلونين على حساب المخلصين ، والجادين و النزهاء ، المسؤول الحق في الدولة الإسلامية يجب أن يكون رباني الغاية والوجهة ، صبورا على من هم تحت سلطته ، ناصحا لرؤسائه ، محافظا على مبادئه التي يستقيها من دينه ، وإسلامه ، وشريعة ربه ، لا يتوانى في خدمة وطنه ، وقضايا أمته ، المسؤول الحق لا يقبل الهدية تورعا ولو كانت يسيرة ، وينصف المظلوم لأن الله سائله عن عدله لا محالة ، ووسعه في توسيع دائرة الصلاح والإصلاح والفضيلة والقيم التربوية والأخلاق الإسلامية في المكان الذي يسيره ، الناس تتطلع إلى رؤية من يرفق بهم ، ويعاملهم باهتمام وإكبار ، ويسمع منهم لا عنهم من أي كان ، سنصلح جميعا إذا انتصرنا على أنفسنا وحكمنا شرع الله بيننا ، ونشرنا ثقافة التسامح والتعايش في مجتمعاتنا ، وعفونا عن بعضنا ، واتهمنا أنفسنا واتصلنا بالله حقيقة حتى نسعد ، و أيقنا أن الله سبحانه هو المتحكم في الرقاب ولن تفعل أي شيء إلا تحت مشيئته ، وسينصرنا الله سبحانه يوم نولي وجوهنا صوب دينه ، وكتابه ، وسنة نبيه ، وقلنا الحق ولو على أنفسنا ونصحنا الآخرين بصدق وأدب بدون خوف إلا منه سبحانه ، وصدق الخليفة الراشد عمر رضي الله عنه الذي يقول عن النصيحة : ** لا خير فيكم إن لم تقولوها ولا خير فينا إن لم نسمعها ** خلاصة القول أن من إقامة الدين في المجتمع النصح لكل مسلم ، ونشر الود بين الناس ، والدفاع عن قيم العفة ، والعدل ، والرحمة ، والسخاء ، والجود ، وتوحيد الكلمة ، والتعاون بين جميع أفراد المجتمع المسلم على التعاون ، والتكافل والتضامن، والرعاية للفقراء والمعوزين وسد خصاصهم ، ومداواة مريضهم ، وتفقد غائبهم ، وتكريم مبدعيهم وعلمائهم وتقديمهم وإعطائهم فرص للتواصل مع الناس ، وتوضيح جمالية الدين لهم ، والشفقة على مبتلاهم ، و أخيرا فإنه لو قام كل مسؤول في دولة الإسلام بواجباته على أعلى مستوى ، وتعفف عن المال العام ، وتورع عن الشبهات ، واقتصر على راتبه الحلال وتصدق منه ، وسهر على شؤون الناس بهمة عالية ، وقرب المخلصين ، والشرفاء ، والأحرار الى مجلسه ، و أبعد المتزلفين ، وكل حاقد على الخير و أهله ، والفضيلة والقيم لحلت كل المشاكل ولنعم الجميع بالأمن والاستقرار والمحبة المتبادلة على الدوام .بقلم : عزيز مومني بخريبكة في 21/5/2017 .
|
|
|